تعريب الطب من فعلها اول مره قبل جامعة الأزهر

بعدما شرعت جامعة الأزهر اتخاذ أولى الخطوات الجادة نحو تعريب الطب وباقي المجالات مثل الهندسة والصيدلة وغيرها، حيث وقع رئيس الجامعة الدكتور سلامة داود قرار بتشكيل لجنة من قسم الطب النفسي بطب الازهر لتعريب الطب النفسي برئاسة الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة استاذ الطب النفسي بالقسم ورئيس قسم الطب النفسي الأسبق بطب الأزهر، كبداية لتعريب باقى أقسام كلية الطب.
ولكن هناك من سبق جامعة الأزهر في تعريب الطب والعلوم الصحية وهذا ما سوف نعرضه خلال المقال الحالي
اول من قام بتعريب الطب .
من حسنات محمد علي باشا محاولته تعريب الطب حيث بدأ محمد علي باشا إنشاء مبنى لتدريس علوم الطب فيه.
أخذ مجموعة طلبة من الجامع الأزهر وأحضر أطباء من فرنسا ومجموعة من المترجمين من الفرنسية إلى العربية.
فكانت المشكلة أن ترجمة المصطلحات الطبية غير سليمة فلم تنجح التجربة .
قرر محمد علي إرسال الطلاب إلى فرنسا لتعلم اللغة الفرنسية والطب, وكان عددهم 12 طالب من الجامع الأزهر, يعني جامعة الأزهر وطلبتها هم أول من أسس علم الطب في مصر !.
لكن جعل من شروط التخرج ترجمة أحد كتب الطب الجامعة إلى اللغة العربية فتمت ترجمة 12 كتاب إلى العربية .
فتكون لدى مصر علم طب عربي شامل وأصبح الطبيب المصري الذي يتعلم الطب باللغة العربية أعلى شأنا من الطبيب الفرنسي أو على الأقل يساويه في كل شيء .
حتى أن فرنسا لم تصدق أن مستوى الطبيب المصري يساوي ويتفوق على الفرنسي فأرسل محمد علي بعثة تتحدى أطباء فرنسا واساتذة فرنسا فكانت النتيجة تقريبا متساوية ولا تفوق لأحدهم على الآخر .
كان قائد هذه العملية هو الطبيب الفرنسي “كلوت بك” وقد اقترح عليه محمد علي جعل الطب بالفرنسية, لكن كلوت بك رفض المقترح وقال أن تعليم الطبيب بلغته الأم أفضل لأنه سيتواصل مع شعب عربي .
ولولا أني أعلم أن كلوت بك فرنسي لقلت أنه عربي من قبيلة عربية أصيلة من بلاد شنقيط .
كان رأي كلوت بك أن تعليم الطب باللغة العربية يجعل هذا العلم يتوطن في مصر والبلاد الناطقة بالعربية .
يعني هذا ان الرجل لم يكن هدفه نقل الطب لمصر فقط بل تعريبه أيضا حتى يكون علما عربيا خالصا .
كان كلوت بك يتقن عمله الذي يأخذ راتب عليه في المقابل, كما كان هدف محمد علي من إنشاء مدرسة الطب هو الحفاظ على جنود جيوشه من الموت بالأمراض المختلفة .
يعني كان هدفه تجاري بحت لأن الجندي يتكلف منه الكثير من المال حتى يصبح جاهز للانخراط في الجيش, فأراد الحفاظ على هذه الثروة ببناء مدرسة الطب .
وكان من نتيجة هذه المدرسة أن مصر هي أول دولة في العالم كان لديها مشروع قومي متكامل لعلاج الجدري والتطعيمات الخاصة به .
وفي القرن الــ 19 انتقل تعريب الطب من لبنان إلى دمشق حتى أن الجامعة الأمريكية في بيروت ظلت تدرس الطب قرابة 15 سنة باللغة العربية .
ولا تسمعوا لمن يقول لكم أن التجربة لن تنجح وأقصد هنا تجربة جامعة الأزهر لتعريب العلوم ومنها الطب والهندسة.
2 تعليقات